ولد نورى فى عائلة نصرات (سنة١٩٦٥م) ، و درس الابتدائية والاعدادية في مدرسة جمال عبد الناصر ، ودرس الثانوية في مدرسة (24 يناير ) ،ثم توجه إلى العسكرية ، ثم تخرج برتبته ضابظ ملازم ، وتربى في أسرة كريمة مع والده مختار عبدالله العترى نصرات و أمه رقيه بنت حسين نصرات واخوته ، يتمتع نوري بخلق عظيم حييٌ بين أهله ، صاحب نكته من أقرب أصحابه خالد بن امحمد آل نصرات والأخ عبد الفتاح بن خليفه حدود ، عرف عن طريق عائلته الصلاة وتعليم الإسلام و ازداد تمسكاً بالنسبة في (سنة 87) ، وكان الفضل لله من قبل ثم لشيخنا الفاضل فتحي بن محمد خير مع اخوانه خالد بن امحمد وعبد الفتاح حدود، وهكذا بقي مع أخويه محافظاً علي الصلوات في مسجد امحمد نصرات مذكراً لاخوانه بالله وباليوم الآخر ، وصاحب عبادة وقيام لليل وصيام
، دائماً كان يلهج بالقولة المشهورة ” نحن على منهج أهل السنة والجماعة “، ويترددُ على مسجد سوسى وكان يحبه ؛ لأنه يرى أن هذا المسجد هو انطلاقة الصحوة ، وفيه أحب الناس إلينا وهو فتحى بن محمد آل خير ، وعندما نأت بين الديار ويتذكر تلك الايام الخوالى يتغني ويقول:
أعليهم قولي
ياكرمة سويسي عليهم قولي
فاتوش من تحتك اقصار الحولي
قالت فاتوا من بعدهم حتى عروق ماتوا
نسأل المولى أن يرد
علم حقيقة حديث الرسول- صلي الله عليه وسلم- أن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وكان يسمع بأن أخوات له في أفغانستان يعانون الأذى والقمع وأن هناك ممن يحمل هم الإسلام والمسلمين يذبون عن اخوانهم الذل والقهر وقرأ قوله تعالى :” انفروا خفافاً وثقالاًوجاهدوا في سبيل الله”، فاستجاب إلى أمر الله وحمل روحه فى كفه وذهب يطلب الموت مظانه فذهب الشيخ إلى أرض الحجاز يريد الذهاب إلى افغانستان فبقي فى السعودية تسعة اشهر كان يتتبع حِلق العلم ويدرس على العلماء فى الحرم ، فتعلم الكثير منهم وكان يجلس فى حلق تحفيظ القرآن وبعدها منّ الله عليه بالعمرة والحج في نفس السنة سنة (١٩٨٩م) ، وكان حجه تمتعاً وبعد أن انتهى من الحج أراد أن يكمل ما خرج من أجله فذهب إلى تونس ،
ومن مناقب الشيخ ومآثره عندما حانت ساعة الفراق بيننا وعزم على الذهاب إلى تونس كان أكثرنا مالا فقال خذوا هذه الأموال وقسموها علينا بالتساوي فكان نصيب كل واحد منا (١١٠٠ دولار ) .
وصل شيخنا الفاضل إلى تونس وتقابل مع أهله وأصدقاءه وقضى معهم وقت و رجع إلى ليبيا وبقي الشيخ يرتب أمور سفره إلى الجهاد في أفغانستان ، وقضى الله إلا ان تقبض الشرطة التونسية علينا ثم أدخلنا السجن لمدة ٥ ايام .
مواقف في السجن عندما دخلنا إلى السجن وجدنا ثلاثة أشخاص قابلنا، وكان أحدهم سارق ومعروف عند الناس أنه سارق ولا يصلي واسمه بشير ، فأصبح الشيخ يدعوه إلى الله وينصحه بالصلاة متمثلاً في ذلك سيرة سيدنا يوسف -عليه السلام- فما كان من هذا الشاب إلا امتثال أمر الشيخ فأراد الصلاة فقال كلمة أنا منجوس على نيته ، ولا يوجد مكان حتى يغتسل فيه فقال له تيمم فقام فتيمم ثم أذَّنا للصلاة وصلينا وصلى معنا الأخ بشير فجاء الشرطي فرآنا نصلي وبشير معنا فلم يصدق الشرطي ما رأى فقال بصوت عالي باللهجة التونسية :”يزي عاد بشير يصلي!” ثم توجه إلينا قائلاً :” أنت وإياه يابليد مكانكم تحت الأرض”
فأخرجونا من السجن وذهبوا بنا إلى البوبة التونسية ليتم ترحيلنا وكان ذلك في نهاية( ١٩٨٩م ) في شهر رمضان ووضعوا أسماءنا في قائمة الممنوعين من الدخول إلى تونس ، وماهي إلا دقائق لا تتجاوز النصف ساعة دخلنا إلى تونس قبل أن تعمم الأسماء ثم إلى الجزائر فسلكنا في قرية يقال لها (الرويبة)وبقي الشيخ في الجزائر حتى أتيحت له فرصة الذهاب إلى الباكستان ثم انتقل إلى معسكر التدريب وتدرب وقد أجاد في التدريب ؛ لأنه كانت له الرغبة في الجهاد و يرى أن هذا الأمر قربة إلى الله ؛ لأنه من باب الإعداد لقوله تعالى :”وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم ” ، ثم التحق بإخوانه فأصبح مدربا ماهراً وحصلت له حظوة بين أصحابه ؛ لأنه نحسبه من الأتقياء الأنقياء الذين لا يحملون حقداً ولا حسداً على أي أحد بل كان يحمل في قلبه همّاً للإسلام والمسلمين ويحمل همّاً لعائلة نصرات ، وكان من أجل آمانيه أن يعود إلى البلد ويجمع شمل العائلة ودائماً يردد ويقول:” إن أناسنا لطيبون لو وُجد من يلم شتاتهم -رحمه الله-” .
ما أحوج الأمة إلى مثل الشيخ نوري صاحب المعتقدات الصحيحة (معتقد أهل السنة والجماعة ) ، ويعتقد أن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، مبغض لمنهج أهل الارجاء الذين يخرجون الأعمال من مسمى الإيمان ومبغض لمن تبع أهل الإرجاء في زماننا هذا وهم المداخلة الذين يتسمون بالسلفية زوراً وبهتاناً وكان -رحمه الله- ، يبغض أهل البدع الذين خالفوا ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم- مع حرصه الشديد لدعوتهم إلى الحق لأنه كان يحب الخير للناس كلهم وكان يردد ويقول :”إن دين الله يقوم على أمرين ، تعظيم شرع الله والاشفاق على عباد الله”.
كان -رحمه الله- يحب أن يحكم شرع الله في أمة الإسلام ويتطلع إلى مستقبل مشرق لهذه الأمة ، فبقي في أرض الجهاد ثلاث سنوات ثم عزم على الرجوع إلى بلده لعله أن يسهم في بناءها فنزل شيخنا مصر ومكث في الإسكندرية فترة ليست بالطويلة ، ثم قبض عليه في أرض الكنانة وسُلم إلى السلطات الليبية وهنا وجد الجلاد بغيته فأُودع شيخنا السجن مع رفاقه في سنة (١٩٩٢م) دخل وكأن ما به يردد مقولة شيخ الإسلام ابن تيمية :”ماذا يفعل بي أعداءي ، فسجني خلوة ، وتغريبي سياحة ، وقتلي شهادة ” ،وكان يحمل في قلبه القرآن علي روايتين رواية قالون وحفص ، وجلس لاخوانه يعلمهم ويحفظهم كتاب الله حتى تكون له الخيرية التي ذكرها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :”خيركم من تعلم القرآن وعلمه” ، وقد حاز شيخنا الفاضل ثناء الناس عليه فوالله ما قابلت أحداً من الناس الذين يعرفونه إلا أثنوا عليه خيراً وكما قيل أنتم شهداء الله في الأرض ، وتمضي قوافل الشهداء ويمضي شهيدنا في مذبحة أبو سليم الجريمة الكبرى التي ارتكباها المجرم السفاح وزبانيته نسأل الله أن ينتقم من كل من شارك في هذه المذبحة ويغفر ويتقبل شيخنا ورفقاءه ويلحقه بالنبيين والشهداء والصالحين وحسن أُؤلئك رفيقاً وصلى الله علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين……. آمين
(ملاحظة)
مصدر المعلومات مشفاهة منه ممن قابلت من رفقاءه