---

(فإما أن نعيش بظل دين نعز به وبالنهج الرشيد وإما أن نموت ولانبالي فلسنا نرضي عيش العبيد)
وكأن لسان حال ابننا ينادي في الورى بهذه العبارة فلسنا نرضي عيش العبيد إن الحر لا يرضى لنفسيه أن يعيش تحت قهر الذل والاستعباد وهكذا هي سعادة السعادة يقول المنية ولا الدنية استقبال الموت خير من استدباره مع صغر سنه لكنه تربى حرا فبارك الله فيما قام على تربيته وهنيئا لوالديه بهذا الابن الذي هو خير مدخرا لهم يوم القيامة عندما يقبلا على الله فيجدون أنفسهم في مراتب المجاهدين فيفرحون بهذه المنزلة التي أنزلها لهم خالقهم ومولاهم إكراما لهم .
سمع مجاهدنا بالجهاد فعلت همته ان يكون من اصحاب الهمم العالية فقال لبيك لبيك وانضم لرفقائه واصطف معهم في صف الحق وذهب يقارع الظلم وأهله حتى إستطاع أن يحقق مع أصحابه نجاحا ودخلوا الي عقر دار الظلم لا يخفون الا الله يريدون أن يجتثوا أصول الطغاة وقد فاز بهذ المنقبة في باب العزيزة وهناك سقط شهيدنا لافظا انفاسه الأخيرة فزت ورب الكعبة وأنا اقول فاز ورب الكعبة لانه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات لتكون كلمة الله هي العلياء فهو في سبيل الله)
فنستودع الله شهيدنا خيرا ونسال الله ان يلحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين آمين