الشيخ الفاضل رجب بن أبوبكر بن ابراهيم نصرات
ولد شيخنا الفاضل في مدينة الزاوية في قرية المصارَت (سنة ١٩٥٣ ) ، و نشأ الشيخ في أحْضان العلم الشرعي ، وهذه سمة تتميز بها عائلة نصرات كما قيل :
وينشأ ناشء الفتيان منا
على ماكان عوده أبوه
ففي سنة (١٩٥٨ ) أُدخل إلى المدرسة السنوسية للقرآن وتعلم على الشيخين الفَّاضِلَيَن، الفَّقية محمد إحفَّيَظة ، والشيخ محمدالورفلي، وكان مدير المدرسة آنذاك محمد نابِي من أولاد بحميَّرة من الحَّرشة .
فحفظ القرآن وعمره (١٢سنة) ، وتقدم للصلاة بالناس في صلاة القيام في مسجد امْحمد بن نصرات .
وقد كان الشيخ إماماً راتباً في مسجد الميدان (عام ١٩٦٤ م ) ، وبقي سنة كاملة ثم انتقل إلى مسجد الحاج محمد بن عصمان إماما راتباً وبقي فيه (٨سنوات) ثم رجع إلى مسجد الميدان إلى أن ذهب للدراسة في المعهد الديني في طرابلس معهد أحمد باشا ، درس ٤ سنوات وأخذ الثانوية الدينية بعد أن أخذ الابتدائية والاعدادية من المعهد الديني بالزاوية ، ثم واصل دراسته في الجامعة بكلية القانون والشريعة جامعة بنغازي قاريونس وتخرج سنة (١٩٨٠م) .
وكان شيخنا الفاضل صاحب علم ، فقد اعتلى منبر رسول الله يبلغ دعوة الله و يدع الناس لعبادة الله و مكارم الأخلاق وإلى تأليف القلوب ، وكانت عنده حظْوَة في قومه وفي بلده يرجعون إليه في مشاكلهم الخاصة فيُشير عليهم بما ينفعهم في الدنيا والأخرة فكان الشيخ مفتاح خير مغلق شر،كان شيخنا خطيبا موفقاً وقد خطب في عدة مساجد بالزاوية و حصل له القبول بين الناس ، ولا يكاد يوجد مجلس من مجالس الناس ويُذكر اسمه إلا يثْنُون عليه خيراً ، وهذه علامة قبولٍ من الله وآخر هذه المساجد مسجد آل نصرات.
إن مما لاحظته على شيخنا كثرة دعاءه أن يحسن الله خاتمته وقد استجاب الله له ، فقد سقط الشيخ وهو يخطب خطبة الجمعة على المنبر ، فهي علامة حسن الختام فاللهم تقبل شيخنا الفاضل في الصالحين وألحقه بخير المرسلين.
إن من الجدير أن يذكر فيُشكر لشيخنا هو سلامة ذمته المالية مع أنه يشتغل في مكان له القدرة فيه أن يكون من أصحاب الأموال و الثراء ، ولكنه آثر أن يعيش حميداً ، ويموت سعيداً ، فلا يعرف عنه أنه سَرق أو غَش أو ارْتشى ، ودليل ذلك حياته التي كانت بسيطة عفيفة يأكل من كسبه الحلال -فبارك الله فيه -و-جزاه خير الجزاء-.
إن من أجمل العبارات التي كان يرددها وهي لها معنىً عظيم فاعرفوه وهو من كلام ابن القيم طبيب القلوب.
(رُبَّ معصية ولدت ذُلاً وانكساراً ، و رُبَّ طاعة ولدت عجباً واسْتِكباراً) .
ما أروع الشيخ وما أوسع اطلاعه وهو يتتبع سنة أبي القاسم ، فقد كان يحب التيسير عن الناس مقْتَدِيا بالحبيب الذي قيل عنه ما خير بين أمرين إلا إختار أيْسرهما فكان يقول دعونا نعيش (بالبلدي) أي نعيش كما عاش الرسول -صلى الله عليه وسلم -والصحابة بالتيسير ، وهي وصية ونعم الوصية تمسكوا بدِينِكم ولا تغْلو فيه وإياكم والعُسر وعليكم باليُسر فيَسروا ولا تُعسروا وبشرُوا ولا تُنفروا ، واستعينوا بتقوى الله .
اللهم ارحم شيخنا وأدخله فسيح جناتك
الشيخ رجب و المنبر الذي سقط عليه في مرضه وهو يخطب