يقول الله تبارك وتعالى {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}
وصدق أبو العتاهية حين قال
وكم من كفيف بصير الفؤاد
وكم من فؤاد كفيف البصر
شيخنا الفاضل عبد الحميد بن بنور بن نصرات عَلم حقيقة السعادة وانها في القلب فلم يثنيه عزمه على أن أصيب بعمى البصر بل زاده ذلك عزما وإصرارا على أن يمضي في طريق يحذوه الصبر على البلاء تقوده محبة الله الي السعادة التي رسمها له رب العزة تبارك وتعالى فعكف شيخنا الفاضل على تحصيل العلم الشرعي حتى وفقه الله اليه حفظ القرآن وهو في الصغر ودرس على والده وأعمامه ما درس من العلوم ثم أصبح يتنقل بين أهل العلم يتتبع مظانه فوفقه الله حتى أصبح من المبرزين في العلم بل وأصبح شيخنا الفاضل من أهل العلم بعد ما كان طالباً أصبح معلماً يعلم أدلاد المسلمين الهدى والنور الذي هو ميراث النبي صلى الله عليه وسلم وتنقل بين المعاهد الدينية يعلم الطلبة حتى وصل به المقام الي معهد احمد باشا في طرابلس ومن الجدير بالذكر هنا أن اقول كنت في زيارة لشيخنا الفاضل مفتي الديار الليبية الشيخ الصادق بن عبد الرحمن الغرياني فقلت معرفا بإسم أنا خيري الفيتوري نصرات من مدينة الزاوية حتى قال الشيخ لقد درسني في المعهد الديني معهد أحمد باشا الشيخ عبد الحميد بنور نصرات رحمه الله فشعرت بسعادة في قلبي لا يعلمها إلا الله بأن سليل عائلة كان لها دور في بناء العلماء الربانيين ولا يستطيع أحد أن يتصور هذه المنقبة إلا اذا إستحضرت حديث النبي صلى الله عليع وسلم (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها الي يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شي)
وصدق الشعر إذا يقول
هولاء آباء فأتني بمثلهم
إن جمعتنا يا جرير المجامع
فشيخنا الفاضل كان قد آشتغل بالتدريس والوعظ بين الناس ومن أرد أن يعرف كم هي دروس الوعظ فليرجع الى ترجمته فقد ألحقنا بها كشف واحد يبين أين كانت دروسه وفيما كانت ولا يفوتني في هذا المقام أن اقول أنه كان يصلي بالناس إمام أوقات وكذلك في صلاة الترويح فهو متقنٌ لكتاب الله مصلحاً في قومه فرحم الله شيخنا الفاضل رحمة واسعة أنه ولي ذلك والقادر عليه