“ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل ” .
بهذه الوصية القيمة أحببت أن أُقدم ترجمة شيخنا لما لهذه الوصية من أثر في حياتي ، فهي بعد الله سبب من أسباب ثباتنا ؛ لأنها قيلت في وقت المِحن ووقت اجتماع الهموم والأحزان قيلت في يوم (٢٨-٢-١٩٨٩م) ، عندما كان الأَمن الداخلي يحارب فتيةً آمنوا بربهم وعَزموا على سُلُوك طريقِ الحقِ ، قالها الشيخ : عندما كنا نتجهزُ للخروج إلى تونس وقف الشيخ مناصراً لأهل الحق وأمسك بيدي ويد ابنه خالد وقال وصيتَهُ التي قدمت بها .
إن من أعظم ما شعرت به في تلك اللحظات صدقاً من القلب وحُنُوٌّ تحمله اليدُ التي أمسكت بيدي و لطالما كنا نذكر هذه الوصية في مجالسنا .
شيخنا كان مثلاً في العزة والثبات كان كثيراً ما يعتز بدينه وأجْداده وآباءِهِ كيف لا ؟ وهم من هم
أُولئك أبائِي فجئني بمِثلهم
إن جمعتنا ياجرِيرُ المجامعُ
بعزة المؤمن الواثق بربه ، بعزة المؤمن الواثق بدينه ، بعزة المؤمن الواثق بنفسه ، وقف الشيخ موقفاً عظيماً أمام الأمن الداخلي عندما اسْتدعُوه لكي يتبرأ من ابنه قال وهو لايُبالي : ” لماذا أتبرأُ منه وهو لم يفعل شيئاً يسييء لديننا ولو أنكم سميتُمُوهم بالكِلاب الضالة هذا لا يضُرهُم ؛ لأنهم على الحق ” ، بل وقال : “نحن نفتخر بأننا علمنَاهُم دينهم ” .
أحبابنا أنقل لكم هذا التاريخ حتى يعلم أهلُنا أن من أهلِنا من سجل موقفاً مشرفاً ضد الظالم ، وكما قيل أن الحياةَ مواقفٌ .
صحيح أن شيخنا لم يكن يحمل علماً جما ولكن كان يحمل هماً للإسلام والمسلمين ، ويحمل هم شرف هذه العائلة ، ويحمل هم الفقراء والمساكين والأرامل والمحتاجين ، فبالله عليكم هل يستطيع أحد أن يصل لهذه القيم لو لم يكن قلبه مُنشرح بالإيمان مصدق بقول رسول الأنام :”الصدقة تطفئ غضب الرب وحر القبر الصدقة نور”؟- رحم الله شيخنا –
كان -رحمه الله -في آخر أيامه يضع لنا بصمات في الايمان بالقضاء والقدر فكان عندما يشتد عليه الألم من المرض يتصل بي فأ ذهب إليه فيقول : اقرأ عليَّ آيات من كتاب الله؛ لأنه يريد أن يعيش مع القرأن ويأمل أن تكون له خاتمة طيبة ، وكان يجد في سماع كلام الله سلوى،ثم يقول بقلب مؤمن بقدر الله ” الأجل محْتوم والسرطان سبب “حتى يقول الناس أن الشيخ امْحمد مات بالسرطان وأنا راضٍ بقدر الله والحمد لله ، فاللهم أمتنا على الإسلام واجعل خاتمتنا على الإسلام ” .
خطب شيخنا الفاضل في المسجد الذي لطالما كان شغله الشاغل في أن يكون منارة علم وقدوة يُقْتدى به في الخير والصلاح وكانت وصيته أن يعاد بناء المسجد فنسأل الله أن يُقيِّض له رجالاً يُعيدُون له البناء والإعمار .
ختاماً …. لايفُوتنِي في هذا المقام أن أعترف أن هذه الشجرة وهذه التراجم التى وفقني الله في جمعها هي بفضل شيخنا الفاضل وكانت القصة كالتَالي …
عندم سُجنت وقابلت أُناساً يذكرون أنْسابهم ويفتخرون بأنْسابهم استَصغرتُ نفسي وعزمْتُ وأنا في السجن أن أجمع نسب العائلة ، فأرسلت زوجتي فطلبت منها شجرة العائلة فاستجاب لها وأرسلتها لي في السجن ، ثم خرجت فأكْملتُها بفضل الله ثم شيخنا .
عاش شيخنا طيب النفس ومات صابراً محتسباً ، وكانت خاتِمته حسنة لأنه كان آخر كلامه ” لا إله إلا الله محمد رسول الله ” ، ومن كان آخر كلامه شهادة أن لا إله إلا الله دخل الجنة ، فنسأل الله أن يجعل مثواه الجنة وأن يجمعه بسيد المرسلين.
(ملاحظة)
مصدر المعومات من الشيخ مشافهة