مصطفي

عرض الشجرة
الاب : سالم
الام : غير معروف
الاطفال : none

إن من الأمور التى ينبغي أن نصحح الفهم فيها قولة كثير من الناس عندما يتكلم عن الجهاد ويسرد وقائع المعارك التى حصلت يردفون كلامهم بقولة غيرت مجرى التاريخ وينسون او يتناسو ان هناك اشياء كثيرة لها دور في تغير مجرى التاريخ مثل التجارة والتربية والإبتكار .
قحقيقة المال في الدعوة الى الله مقصد لانه به تكسب قلوب الناس فيكونون قوة للإسلام .
ونبرز صورا وعبر من حياة بعض المتقدمين من سلف هذه الأمة ونبدا بخديجة اول تاجرة خدمت الاسلام بمالها ولهذا قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواستني بمالها يثني على خديجة وفاءا لها
فالمال محبوب وهذه حقيقة وكما قيل نعم المال الصالح للرجل الصالح فالدين لا يقوم إلا على المال وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال افضل من مال ابي بكر رضي الله عنه.
عرف هذه الخقيقة عبد الله بن المبارك فكان من افضل التجار وكان يحج سنة ويجهاد سنة وينفق على طلبة العلم سؤال مرة قالوا له أنتجر في البحر فقال اتجروا في البر والبحر فينبغي على اهل الاسلام ان يكون اغنياء وان يكون أقوياء فالمؤمن القوي خير واحب الي الله من المؤمن الضعيف.
ومن المؤسف ان كثيرا ممن يدعي اللالتزام يكون فقيرا ويسمي هذا زهدا في الدنيا ألا يعلم المسكين ان هذا مسلك العجزة وكذلك هو مسلك الكسالى وكم كان الرسول الكريم صلوات الله عليه يتعوذ من العجز والكسل فنعوذ بالله من العجز والكسل.
وحقيقة الزهد في الدنيا لا كما يتحجج بها هذا المسكين بل الزهد هو ترك مالا ينفع في الاخرة أما المال فنفعه في الدنيا والاخرة والله والموفق.
وإليكم سيرة تاجرنا الذين بذل الوسع حد يكون من التجار البارزين وهو
مصطفى بن سالم بن مصطفى بن نصرات كما يرويها لنا ابنه الحاج عبد الكريم مع بعض التصرف مني
ولد والدي رحمه الله سنة ١٩٣٤م في مدينة الزاوية في قرية المصارتة وتربى فيها
وينشا ناش الفتيان منا
على ماكان عوده ابوه
فقد ربي علي الامانة والصدق ولهذا الله وفقه فلما بلغ أشده واستوى وقست الظرف المعيشة وصعبت قرر مع مجموعة من أبناء العائلة البحث عن لقمة العيش والكسب الحلال فتوجه تاجرنا الى طرابلس وهو يحذه الامل ويحمل الثقة بنفسه وصور لنفسك وتاجرنا يردد ويقول قولة عبد الرحمن بن عوف صحابي رسول الله [دلوني على سوق المدينة]وتاجرنا يقول [دلوني على طريق طرابلس] فتوجه الى طرابلس سنة ١٩٤٩م فكان عمره ١٥ سنة مشيا على الأقدام وهذ دليل على علو الهمة حتى حط رحله في المدينة القديمة قلب العاصمة فقال رحمه الله اول عمل عملته هو كان يقوم بتقشير الكاكاوية ويبيعها مع بعض الأشياء الاخرى وما هي إلا ايام حتى تغير الحال ورتفع المقام واصبح تاجرنا تاجر ملابس وشترى ما يعرف بالكارطون ثم تقدم به الحال وأصبح شريكا لإبن عمه علي بن أمحمد بن نصرات وقاما بفتح محل في باب الجديد يبيعان فيه الملابس ومن الاشياء التي عرف بها وشهد بها الناس أنه كان حريصا على الشباب ويشجعهم على مهنة التجارة
وفي سنة ١٩٧٣م انتقل بعائلته الى منطقة شارع الصريم وأستقل عن ابن عمه من الشركة وتخصص في بيع الملابس الجاهزة وبعتماده على الله ومعرفته اليقينية أن الارزاق في يد الله فقط ما على الانسان ألا بذل الاسباب فجتهد والدنا في بذل الاسباب حتى أصبح من التجار الكبار ومن الجدير بالذكر هنا أقول انا خيري كنت اذهب مع والدي في تجارته الي سوق الثلاثاء القديم فكان عمي مصطفي ياتي لنا بالبطاعة فيشتر منه والدي الفيتوري البطاعة وفي بعض الاحيان كنت أذهب أنا وأخي عمر ووالدي يبقى في الزاوية فياتي عمي مصطفي الى المحل فيسأل عن والدي فأقول في الزاوية فكان يقول خذ من هذه البطاعة وبع بكذا وكذا ثم يمازحنا ويذهب فكان رجل يتميز بالدعابة بشوش ضحاك فكان يحب الخير للناس كلهم ولهذا بارك الله له في تجارته فأصبح يمتلك عدد من المخازن التجارية ويستورد البطاعة من الخارج .
وفي سنة ١٩٨٠م قام تاجرنا باستراد كمية من البطاعة ما إن وصلت حتى طالتها أيدي الظلم والعدون من ما يسمى باللجنة الثورة والزحف الاخضر حتى صادروا البظاعة وياليتهم حتى مع ظلمهم عدلوا كما يزعمون وقالوا سنجرد البطاعة فجردوا منها ماقل إيهاما للناس انهم عادلون ثم سرقوا البظاعة كلها ومانسلي به أنفسنا ونسلي به أهله نقول كما قيل
الي ديان يوم الحشر نمظي
وعند الله تجتمع الخصوم
ستعلم ياجهول اذ إلتقيتا
غدا عند الأله من الملوم
كما اننا نقول لأبناء العمومتي تذكروا قول رسولنا وهو يخاطب الصحابة سأل سؤالا من المفلس قال الصحابة المفلس من ليس لديه درهم ولا دينار فقال الرسول صلى الله عليه وسلم المفلس من يأتي يوم القيامة وقظ ظلم هذا واكل هذا فيؤخذ من حسناته وتعطى للذي ظلمه حتى إذا فنيت حسنته أخذت من سيئته فطرحوا عليه ثم يقذف في النار.
اخيرا…….وصية الى أبناء العمومتي رجالا ونساءا والدكم كان رجلا مبارك فكون مثله بل افضل منه واذا أردتم ان تعرف انفسكم هل انتم صالحون فانظر لدعائكم لأوالديكم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم اذا مات العبد انقطع عمله الامن ثلاث ذكر منهم ابن صالح يدعو له ومما لا يفوتني ذكره في هذه الأسطر البسيطة هو أن عمنا كان من أهل الصلاح وأهل الخير كانت له أياد بيضاء في فعل الخير وكانت له مساهمة في بناء مسجد القرية وأبشروا بوعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من بناء مسجدا ولو كمفحص قطا بناء الله له بيت في الجنة وكذ لك من شارك في بناءه فمن يعمل مثقال ذر خيرا يرى ، وبعد أن ترك التجارة توجه الى الزراعة فشترى مزرعة وبقي فيها حتى توفاه الأجل بحاديث سير وهو حدث مؤلم بكن هذا مختاره الله له والخيرة فيما يختاره الله وله راجين من الله الشهادة الحكمية لأنه في حكم الذي مات تحت الهدم وهو شهيد عند الله فتسأل الله أن يتقبله في حنات النعيم .وأخر دعوانا ان الحمد لله ربي العالمين.