معاذ

عرض الشجرة
الاب : مصباح
الام : غير معروف
الاطفال : none
الاخوة: لايوجد

 

ما أجمل الانسان حينما تتوق نفسه إلى الله
كم كان معاذ يردد ويقول مخاطباً أمه وعمته وخاله يا خالي أريد الشهادة في سبيل الله .
و بهذه الكلمات ختمت حياة معاذ صدق الله فصدقه الله ، وهي كلمات لو وزنت في ميزان العقلاء لكان لها شأن عظيم .
معاذ بن مصباح بن عبد الله آل نصرات سمي على صحابي رسول الله متفائلين أن يكون له من تسميته نصيب وحقيقة حصل هذا التفاؤل ، فكان معاذ بن جبل أعلم الصحابة بالحلال والحرام وكان معاذ بن مصباح متحرياً الحلال والحرام مع صغر سنه في تجارته وحياته التى لم تطل فقد وفقه الله في دراسته ثم فتح الله عليه في تجارته ولو بقي لكان له شأن في التجارة ونفع الله به الاسلام والمسلمين ، وعرفت ذلك منه ؛ لأنه بين الفينة والأخرى يأتي بمال ويقول يا خالي هذه صدقة لعل الله أن يقيني بها من مصارع السوء ، كانت له رغبة في طلب العلم فعندما كان لنا درس في العقيدة والتوحيد كان يتردد على الدرس ويسأل عن الحلال والحرام.
لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ، كانت هذه حقيقة مغروسة في قلبه فكان يتمتع بالرحمة والشفقة على الناس وخاصة أهله أمه و أبوه وأخواته بل وتعدت شفقته إلى العمال المغتربين الذين يسعون في الأرض يبتغون من فضل الله،فمن هذه الصور وقع له حادث وهم معه فمكث شهيدنا مع هؤلاء العمال يدبر أمورهم حتي استقرت حالة أحدهم أما الأخر فعالجه ثم أرسله إلى أهله في النيجر وتعاهده حتي شفي ثم رجع إلى ليبيا يشتغل وهو بصحة جيدة.
كان كثيرا ما يتناقش مع والده وفي أثناء نقاشه كان فيه نوع من الدعابة مما يجعل والده يفرح به وبنقاشه بل يعجب بأرائه ويأخذ بها .
وأما عن معاملته مع أمه وأخواته فحدث ولا حرج ، فمن أفضل الأعمال التي قام بها هو أنه كانت له رغبة في أن تذهب والدته ووالده و أخواته إلى العمرة فكان هو سبب ذهابهم إلى العمرة ، وصدق رسول الله عندما قال :”والدال عي الخير كفاعله”.
فنسأل الله أن يكتب له من الأجر مثل أجورهم ، ___معاذ فكأنها من قصرها أيام وكأن لسان حالنا يقول:
كنت السواد لناظري فبكى عليك الناظر
فليمت بعدك من يشاء فعليك كنت أحاذر
وهذا ليس من باب الشكوى ؛ لكنها مشاعر تجيش في الفؤاد يتسلى بها الانسان عندما تغزوه الذكريات وما نقول إلا مايرضي ربنا
وإن كان قد عز في الدنيا اللقاء
ففي مواقف الحشر نلقاكم ويكفينا
شاب نشأ في عبادة الله سيكون يوم القيامة في الظل الذي خلقه الله كي يستظل به السبعة الذين يظلهم الله بظله ، شاب نشأ في عبادة الله ، ومن توفيق الله له أنه استطاع أن يكون ذاك المؤمن القوي الذي جمع بين خيري الدنيا والأخرة يالله ما أعظمك وأنت تحلق في هذه الدنيا تحقق بطولات في الإيمان وفي الاحسان إلى الخلق.
آخر أيامه جاءني يقول يا خالي كنت قد خبأت مبلغاً من المال لاكمال منزلي و عليه زكاة أريد أداءها .
وما يدري شهيدنا أن الله قد أعد له منازل في الجنة مع الشهداء الذين سبقوه إليها فكان دائما يردد ويقول:”أنا أريد الجنة فهل يا ترى سيكرمنا الله بالجنة” ، وعلم أن الجنة صداقها صعب ولسان حاله يقول :
ياخاطب العلياء إن صداقها صعب المنال
على قصير الباع
فتاقت نفسه للحاق برفقاءه ، وكان يقول :” والله ليس بالأمر الهين ، هم رجال يقاتلون من أجل حمايتنا ونحن هنا نتنعم في النعيم “.
ما أجمل تلك المقولة التي قالها ذاك الصحابي:” بخ بخ والله إنها لحياة طويلة أبقى حتى آكل الثمرات ” ،وذهب وانغمس في العدو فقاتل حتى قتل رضي الله عنه ، وكذلك حال شهيدنا قال : “لا نامت اعين الجبناء، اخوننا يقاتلون ونحن هنا متنعمون وذهب واضعاً روحه في كفه ، ولحق باخوانه إلى المستشفي الميداني فنالته يد الطواغيت الذين أفسدوا في الأرض والعرض فاختاره الله مع من اختار من الشهداء ،و -سبحان الله – عندما يتعرف الانسان علي حياة هؤلاء لا يشك أبداً أن الله مااختارهم إلا لأنه يحبهم وهم قد صدقوا الله فصدقهم الله ، ونسال الله أن يكون ممن قال الله فيهم :”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” . فسلام عليك يا معاذ حيَاً وميتا.