عُرف الفقيه حسين بن احمد آل نصرات
بالفقيه حسين لو قيل حسين بن أحمد لا يكاد يَعْرِفُهُ أحد ولو قيل {الفقيه حسين} لا يكاد يجهله أحد فيكون معرفاً كما (يقال أشهر من نار على علم) أي أشهر من نار على جبل الذي ميزه هو كلمة فقيه فيا ترى هل أطلق هذا اللَّقبُ جزافاً أم له نصيب في الفقه والعلم.
(ملاحظة)
عندما أصف أحد مشايخنا بأنه عالم أو فقيه فأنا أعني بذلك أنه أفضل الموجودين أو مساوياً لهم فظضابطُ العلم يتغير في كل زمان ومكان ، فقد سُئِل الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- في وقته :” من الذي يطلق عليه أنه محدثٌ فأجاب من حفظ مئة مئة ألفَ حديث ” وهذا يتعذر حتى في وقته ، فأنا أعني أنه أخذ من ميراث الأنبياء ولو القليل، ولقد ذكر العالم الجليل ابن القيم -رحمه الله- فائدة عند شُرُوعِهِ في الكلام على منزلة السابقين بالخيرات في قول الله تعالى :”ثم أوْرثنا الكتاب الذين اصْطَّفينا من عبَادِنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقْتصد ومنهم سابق بالخيرات” ، فقال استغفر الله من ذكر حال هؤلاء القوم ولكن لعل ذكر القوم يُلحقنا بهم وقال هم القوم لا يشقى بهم جلِيسُهم انتهى كلامه بتصرف .
فَفَقِيهُنَا قد حفظ القرآن في سن مبكرة عن أعْمَامِهِ وهم قد أخذوا العلم كَابرٍ عن كَابرٍ وهكذا حتى اشتد عوده ،وبلغ الغاية من الرشد ، فأصبح الفقيه حسين معلماً لأولاد المسلمين القرآن ، فقد درس القرآن في عدة مساجد منها مسجد بِخَلَةِ الفُرجَان ، ودرس في مسجد أبو بكر الصديق في عين زاره ، ودرس في مسجد كان يقم فيه هو وعائلته اسمه مسجد جمعة ابو بكر بجانب مقبرة أم حبيبة ، وكان حريصاً على تعليم أبناءه فقد ذكر لنا ابنه المهندس عبد الوهاب قصة مثيرة مبكية تبين لنا حرصه
على حب العلم النافع ، قال المهندس: كنت ذات مرة أقرأ قصة سيف بن ذي يزن قال : فأخذها ومزَقَهَا وقال ألا يوجد في كتاب الله غنوة عن هذه ؟! ، ثم قال : لولا وُجود ضيف عندنا ما جلست معنا فبكى الطفل عبد الوهاب في ذاك الوقت وبكى الرجل المهندس العالم وهو يسرد لنا القصة وتذكر تلك الأيام الخَوَالى ،وتذكر ذاك الأب العطوف فقال الضيف حينها : لا ياشيخ ابنك على خير وسَيَنْفَعُ الله به.
وفي سنة (٦٧) رجع الفقيه الى الزاوية ومكث في بيته مع أهله معلماً الناس ثم توفاه الأجل فرحمه الله
(ملاحظة)
مصدر المعلومات مشافهة من أبنه المهندس عبد الوهاب